بسم الله الرحمن الرحيم
****
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*****
محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يهاب سهام أعدائه
تشكك بعض المستشرقين في شجاعة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)
فزعموا أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) اكتفى في مشاركته
للمسلمين في الغزوات المختلفة بتجهيز السهام فقط
لأنه عمل أقرب إلى طبيعته (صلى الله عليه وسلم) السمحة
وخلقه عن القتال في ساحات المعارك
أو نسى هؤلاء قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
(كنا إذا حمى البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم)
فما يكون أحد أقرب منه إلى العدو؟
أم تناسوا شجاعته الفريدة عندما فرّ معظم أصحابه يوم حنين
فأبى إلا أن يشق طريقه وسط ساحة المعركة بمفرده قائلاً
(أنا النبي لا كذب... أنا ابن عبد المطلب)
ويقول عمران بن حصين في شجاعته (صلى الله عليه وسلم)
ما لقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتيبة إلا كان أول من يضرب
ومع هذه الشجاعة المنقطعة النظير نراه (صلى الله عليه وسلم)
يقف في صلاته خاشعاً عابداً لرب العالمين، يتلو سورة طويلة
من القرآن الكريم، فيسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي
خلفه (صلى الله عليه وسلم)، فيُضحي بـقرة عينه ويُنهي
صلاته رحمة بالرضيع الذي يتضرّع إلى أمه!!
أي رحمة هذه جمعتها في قلب رسولك يا رب!!
وهو (صلى الله عليه وسلم) الذي يقف فوق المنبر ليقول لأصحابه
(من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتد منه
ومن كنت أخذت من ماله شيئاً فهذا مالي فليأخذ منه)
وصلى الله عليك يا أعظم خلق الله