ابن النيل رئيس المنتدي والمصمم في خرسانة بحر الحياة
| موضوع: المجازفة بخطر التفكير السبت يوليو 24, 2010 6:07 pm | |
| جَازفُوا بِخَطر التفْكِير!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من منا يقدر على التفكير الجريء و الخيالي الغير المألوف؟ من منا يقدر على جعل تفكيره أكثر ميلاً إلى المغامرة الاستكشافيّة؟ هذه بالفعل أسئلة غريبة , و ربّما لم يفكر فيها أحد . فأغلب النّاس يتخذون موقفاً فكرياً واحداً و مكرراً و هو : قبول أقوال أناس يدعون أنّهم يعرفون , بل و يفكرون نيابة عن الجميع . و يمكن أن نسمي هؤلاء النوع من البشر الّذين ينوبون عن الجميع في التفكير , سواءٌ كانوا فقهاء أو سياسيين أو مفكرين , يمكن أن [size=16]نسميهم بتجار العقول .
الحقّ أنّه لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يفكر شخصٌ بنفسه من دون أن يمتلك إيمانا قوياً بعقله , أو لنقول إيمانا قوياً بتلك النعمة الإلهيّة المتمثلة في العقل . على الإنسان الحرّ أن يمتلك عقلاً مستقلاً رافضاً لكلّ القناعات الراسخة و الكيانات المقدّسة . و رافضاً لكل الآراء الّتي فرضت عليّه من دون أن يخضعها لتمحيصٍ و لتدقيق .
و ليس من شك في أن هذا النوع من التفكير ـ المستقل ـ تفكير خطير مربك . فهو تفكيرٌ يزعزع بعمق كل ما اعتاد عليّه الفرد من أعراف و تقاليد , بل و كلّ ما اعتاد عليّه النّاس من أمور يعتبرونها صائبة و حقّ لا يجب أن يزعزع . و عندما يصل الأمر إلى التشكيك في اعتقادات النّاس الراسخة يردون , و غالباً ما يكون ردهم عبارة عن أفعال مصحوبة بالكراهيّة و العداء .
هؤلاء النوع من النّاس , الرافضون للمفكرين الأحرار , أطلق عليهم مفكري عصر الأنوار اسم الدهماء أو الغوغاء . و قد كتب " ديدرو " يصفهم : إن الجمهور العام ليسوا مؤهلين حتّى يستطيعوا أن يدعموا أو يتفهموا سير الروح الإنسانيّة إلى الأمام . كما كتب أيضاً : أن الدهماء جهلة و أغبياء .. إلخ .
ان العامّة لا يتمتعون بتفكير مستقل , إنّهم يجسدون الآية القرآنيّة التي تقول : و اتبعوا ما وجدوا عليه آبائهم . و الأسوأ من هذا كلّه أن العامّة يقفون دائماً في وجه كل إنسان يمتلك تفكيراً مستقلاً حرّاً . فنراهم يصفونه بالكافر أو الخائن إلى غيرها من المسميات و الصفات .
إن من يمتلك عقلاً مستقلا هو في الحقيقة إنسان قرر أن يخرج عن القطيع , قرر أن يتألم في رحلة بحثه عن الحقيقة بدلاً من أن ينعم بالراحة في ظل الأجوبة الجاهزة و المعلبة .
أختم بسؤال : متى سيتجرأ الفرد العربي على استخدام فهمه الخاص و عقله الخاص بدلا من منحهما لتجار العقول؟ [/size] |
|